سوق الجنابي
يعتبر هذا السوق من أكثر أسواق صنعاء القديمة شهرة وأهمية, كون الجنبية رمزا مهما للمجتمع اليمني عامة ويرتبط بالرجولة والمكانة الاجتماعية, وهي تحفة ثمينة انفرد اليمنيون منذ القدم بصناعتها فهي موروث حضاري عريق ومدهش, ومجد الجنبية هو شهر رمضان والمناسبات الدينية كالأعياد، والمناسبات الأخرى كالأعراس. والقيمة المادية والفنية للجنبية تكمن في نوع المادة المصنوع منها الجنبية والعسيب. مثلا الجنابي الأصلية والنادرة وهي التي تصنع مقابض خناجرها من سن الفيل أو من قرن وحيد القرن, وتطرز بحروف الذهب والفضة.
الجنبية تراث يمني عريق بات عنوان هوية الشعب اليمني الذي يعرفه بها العالم في كل مكان, وهي أيضاً زينة الرجال التي يتحلون بها في أغلى مناسباتهم، وهي خزينة -أي ثروة- قد تصل قيمتها لملايين الريالات.
الجنبية جانب هام من النسيج الثقافي الموغل في تاريخ هذا الشعب العريق. وقد تفنن اليمنِّيون في صناعتهم للجنابي وجعلوها عامرةً بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها تحفة غالية الأثمان فأصبحت تمثل مصدر دخل الكثير من الأسر وعامل جذبٍ للكثير من الزائرين والسياح. وتتكون الجنبية من الرأس ويسمى رأس الجنبية وهو الجزء الذي يتوقف عليه قيمة الجنبية فهو بذلك أهم أجزائها.
كما إن هناك جنابيا تصنع مقابضها من قرون البقر والماعز وأحيانا من الخشب أو البلاستيك ويقتنيها البسطاء والفقراء. أما العسيب (الغمد والحزام) فإن للغمد عدة أنواع، ربما لكل نوع دلالات انتمائية مناطقية أو عشائرية, وهي من صميم التراث اليمني, مثل العسيب الصنعاني (الأخضر) والمأربي (الأبيض) والمسيفل (أبيض متوج بثلاث ظفائز جلدية حمراء) والتوزة (ذات صدر فضي).
وبالنسبة للأحزمة منها ما هو تراثي ويطلق عليها (التزجة) مصنوعة من السيم الفضي وتتدلى منها الجيشيات والحروز والمحافظ (الكتاب) وكلها مشغولات فضية, ومعظم مواد تصنيع العسوب محلية وبعضها مستورد، لأن الحرفيين في هذا السوق يتفنون في إبداع تشكيلات نقوشات الأحزمة التي كانت سابقا تصنع من الجلود وتطرز بالسيم الفضي أو الأحمر أو الأصفر أو الذهبي، والحزام المذهب لا يستطيع شراءه إلا أصحاب الثروات, وقد طغت على سوق العسوب حاليا الأحزمة المستوردة الرخيصة.